هكذا هي منظومة التطور في الحياة .. قد تتأخر .. وقد تتقدم .. لكن الأهم ألا تتوقف عن المحاولة .. أستمر .. حدد أهدافك .. ركز على ما تريد .. ولا تتخلى عن أحلامك أبداً

منذ صغري وأنا أحب الكتابة .. وأذكر هنا معلمي الحبيب أستاذ ( أحمد سليمان ) أردني الجنسية .. ودرسني في المرحلة المتوسطة مادة التعبير .. لقد كان السبب الرئيسي في أن أحب الكتابة .. كان يرى في دفتري شيئاً لم يراه أحد .. كان يقول لي دائماً أنت أختار الموضوع الذي تريد أن تعبر عنه .. وكان يعطي باقي الفصل كاملاً موضوعاً واحداً .. لقد كنت الطالب الوحيد الذي يأخذ دفتري معه الى المنزل ليقرأ ما كتبت ثم يناقشني فيه الحصة التي تليها 

ثم بعد 3 سنوات وتحديداً في الصف الثالث ثانوي .. قابلته بالصدفة وعرفني وبعد أن سلمت عليه .. سألني وهو يضحك: هل ألفت كتاباً؟

قلت من باب المجاملة قريباً أن شاء الله 

ولكني لم أفكر حينها أو حتى يوماً أني قد أعمد إلى تأليف كتاب

ولكن مرت الأيام .. وشعرت بمسؤوليتي تجاه نفسي وتجاه الاخرين .. وفكرت بإصدار كتاب يتحدث عن المال .. يتحدث عن طريقة إلى تحويل الأفكار لمشروع حقيقي .. بحثت عن طريقة لكي أضع بصمتي في المجتمع ويكون لي أثر طيباً في نفوس الناس .. بحثت عن تقديم مادة هادفة ينتفع بها الجميع .. تستمر وتبقى منبراً مضيئاً إلى أن يشاء الله 

والأن بعد كل هذه السنين كم أتمنى لو أقابله .. هل سيعرفني؟

هل سيصدق أن هذاك الطفل أصبح مؤلفاً للكتب الأن؟

هل سيذكرني؟ .. هل سيكون فرحاً بهذا الإنجاز

حقيقة لا أعلم .. لأني عندما ذهبت إليه في مدرستي القديمة وأنا أحمل نسخة من كتابي .. قالوا لي أن هذا الأستاذ قد مات

أسأل الله أن يرحمه وأن يكتب له أجر تعليمي وأنه كان سبباً مباشراً في أن احب القراءة والكتابة 

شكراً أستاذي القدير ورحمك الله وجعلك في جنات النعيم